حتى صاحب الروح يخونها وتدوم وصمة خيانته سنينًا

سريري، دولابي، مكتبتي، أنا، شَعري، أحرفي، كلماتي، نوري وعَتماتي

كل شيء في هذه الغرفة فوضوي ومُبعثر بشكل مريع

كل شيءٍ هُنَا ممسوسٌ، مجنونٌ لا ينام،

كلنا نمر بالأرق سويًّا، يستلقي بجواري حذائي طالبًا أن أرتديه، عادةً ما تطلب مننا الأحذية خلعها كي نرتاح، ما بال هذا الحذاء يتوسلني لارتدائه؟ ربما لأنه يعلم أن هذه الروح تحيا بالخروج وبكثرة الخُطى؟

لكن ليس اليوم، ما زالت رفيقة الانخلاع والفراغ والضياع والزوال، غير قادرة على أن تخطي أي خطوة معك، رغم جمال ألوانك يا حذائي المشاكس، لكن الإنهاك متكئ على كتفها مزاحمًا محاولاتها للنجاة.

أنظر لقبعتي، تترجاني لموعد أخير معًا، تحترق شوقًا للرفقة القديمة، أنا وهي ونور الشمس، كم كنّا رفاقًا لا نفترق.

ألا يا شمسُ أنقذينا.

دقّات ساعتي تكاد أن تنفجر الغرفة من ضوضائها، كل دقيقة تلح بأنها تأبى الزوال في هذه العُتمة معي..

الجسدُ ذات الجسد ما تحوّل

هي الروح خلالَ خلالٍ ليسَ لها تتجول

فمتى تعود ومتى الشّغور تتحمّل

تمضي الأيام والسنون ويداي كما هما ممدوتان في الخواء، تودان التمسك بكِ، بحلمٍ..

ألا..ألا يا حلمُ تَجَمَّل

ألا يا شمسُ أنقذينا

ألا يا قدماي قومي واحملي كل هذا، احملينا

إلى شاطئٍ نرتمي فيه يا قدماي قودينا


"أباطلًا أوقفتنا تلك الليلة أمام وجه القمر

وباطلًا ضَمّنا الروح في ظلال هذه الياسمينة؟"

سأل جبران ذات مرة، فيا نجومُ أجيبيه، أجيبينا

ما عاد بهذه الأرض على الأرواح أمينا

حتى صاحب الروح يخونها وتدومُ وصمة خيانته سنينا

كل تمرّدٍ، كل نداءٍ، كل استغاثة أطلقناها ما زال دويِّها يدوينا

قل وإن قتلتنا هذه الحياة

"وإن قتلتنا هذه الحياة

فذاك الموت يحيينا."


نوف العصلاني كاتبة من جدة صدر لها كتاب انجد فانكثم. يمكنكم/ن متابعتها على تويتر لمزيدٍ من أعمالها/