وَرد تقرأ: رسائل إلى زهور في زمن الغول

نقرأ سويًا كتابًا جديدًا كل شهر في وَرد تقرأ. اخترنا لكم هذا الشهر كتاب رسائل إلى زهور في زمن الغول للكاتبة سمية السيد. هذا الكتاب الصادر حديثًا من دار بين النجوم هو رحلة بين الأحلام والذاكرة تدور أحداثها زمنيًا في زمن كوڤيد-١٩ حول شابة كاتبة ترسل رسائل بريدية إلكترونية من مدينة جدة إلى صديقة لها اختفت بشكل غامض ومفاجئ.

IMG_2381.PNG

:شاركتنا الكاتبة سمية أحد هذه الرسائل

الرسالة الأولى

١٤ مارس/ ٢٠٢٠

…العزيزة زهور

 

لقد ترك اختفاؤكِ المفاجئ الكثير من التساؤلات والخوف في نفسي، فتساءلتُ كثيرًا: لماذا قد يختفي شخصٌ ما؟ ووضعت الكثير من الاحتمالات أيضًا. هل ضاعت في غابة؟ هل اُختطفت؟ هل نامت واستيقظت فاقدة الذاكرة؟ هل سقطت في حفرة ولم يجدوها؟ لماذا اختفيتِ يا زهور؟ لقد فقدت الأمل منذ أشهربعد محاولات كثيرة للاتصال بهاتفك المغلق وحفظت تاريخ آخر ما نشرتِه في تطبيق إنستقرام؛ "يوم ٢٨ نوفمبر من سنة ٢٠١٨". تعودت على عدم وجودك واختفائك حتى أنني كدتُ أفقد أمل الوصول إليكِ فجئتِني في منامي تذكرينني ببريدك الإلكتروني، وبمجرد استيقاظي فتحتُ بريدي لأبحث عن بريدك الذي كنت قد أرسلت لكِ عن طريقه كتابًا إلكترونيا ذات مرة، هل تتذكرين الكتاب؟ أعرف أن صداقتنا لم تكن طويلة، ولكن أعرف أيضًا أن الصداقة لا تُقاس بالوقت والسنين، وأن مكانتها كبيرة جداً عندي، فإذا غدا المرء صديقًا لي فهذا يعني أنه في مرتبة العائلة، ولهذا أصدقائي ليسوا كُثرًا، صحيح أن معارفي كُثر ولكن الفرق بين الاثنين كبير، هو فرق لا يستوعبه إلا من يدقق في معاني المفردات. في الليلة التي استشعرتُ فيها عجزي للوصول إليكِ لم أعرف كيف أتعامل مع القلق الذي اعتراني؟ فكتبت كل ما أشعر به في دفتر مذكراتي، ربما الكتابةُ هي وسيلتي الوحيدة للتأقلم مع القلق والهلع، وأعتقد أنها خففت -بالفعل- من حدة الصدمة في ذلك الوقت. بالمناسبة، هل ما زلتِ في إسطنبول أم انتقلتِ لدولة أخرى؟ أعرف عدم استقرارك وحبك للتنقل ولكن جدتي دائمًا تقول: "الغائب عذره معه". سأكتب لكِ كل ما أفكر فيه وأفعله إحياءً لثقافة البوح وأدب الرسائل الذي لطالما أردتِ تجربته، ولعله يصلني رد منكِ.

 

صديقتك سلمى


سمية السيد كاتبة من جدة حاصلة على بكالوريوس إتصالات للإعلان. بدأت كتابة القصص في عمر صغير وفي عام ٢٠١٤ أنشأت صفحة ووردبريس وبدأت تنشر فيها ما تكتبه. نشرت سمية أيضاً بعض من كتاباتها في مجلات إلكترونية. تابعوها على إنستقرام وتويتر للاطلاع على مزيدٍ من أعمالها.